عربي Soomaali
تواصل معنا

مواقع التواصل الاجتماعيّة إيجابيًّا وسلبيًّا

0
Thursday May 19, 2016 - 09:33:42 in مقالات by
  • الزيارات: 632
  • (Rating 0.0/5 Stars) Total Votes: 0
  • 0 0
  • Share via Social Media

    مواقع التواصل الاجتماعيّة إيجابيًّا وسلبيًّا

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

الكاتب:عبدالرزاق ياسن سليمان,,,طالب في معهد العالي لتنمية البشرية في هرجيسا

التّمهيد:

بحث الإنسان من بداية حياته الأولى عن طرق التّواصل الممكنة , وكان هذا عن رغبة صادقة تصدر عن غريزة كانَ هو مفطورا عليها منذ القدم ؛لأنّ الإنسان مدنيّ بالطّبع، كما أنّه ابن بيئته التي يتواصل معها, وقدْ تطوّرتْ وسائل التواصل عبر التاريخ , وتزداد يوما بعد يوم نموّا وتقدّما وتجدّدا إلى أنْ وصلتْ اليوم إلى ما نراه من تدفّق المعلومات وتفجّرها , ولا يخفى تأثير ذلك في الحياة عموما وفي التّواصل الاجتماعيّ خصوصا , وهذا هو الّذي أدّى بطوره إلى تبادل المعلومات والخبرات بين أصحاب القارّات , وتغيير القناعات عن بعد مع بُعد المسافات بسهولة وبلمحة بصر.

ومن التّقنيات المعاصرة المؤثّرة في الحياة المعاصرة الشّبكات العنكبوتيّة المتمثّلة في المواقع الاجتماعيّة المختلفة المجالات المتنوّعة الأشكال والمضامين المتّسمة بالسّرعة الفائقة والنّباهة العالية ممّا جعل العالم كالقرية الصغيرة بل كالغرفة الواحدة ،وهذا بدوره قد حقّق للباحثين غايات كانت بعيد المنال قبل التّقنية المعاصرة وقدّم إليهم المعلومات الطّريّة والفوائد الغضّة الثّمينة في وقتها , ووفّر لهم الجهود والدّثور وكفاهمْ التّكلفاتِ الباهظة , وضاعف منتجاتهم وساعدهم على الإنجاز.

وهذا التّقدّم المذهل الّذي يتبلْور اليوم في أحدث تقنياته ليس خيرًا محضًا ولا شرّا محضًا ومن هنا ظهر البحث عنه بجدّيّة لدراسة حقيقته ومعرفة مشكلاته ثمّ تقديم الحلول الممكنة لهذه المشاكل.

خريطة الموضوع:

يتكوّن المقال من تمهيد وستّة عناصر وخاتمة.

• التّمهيد:

• العناصر:

العنصر الأوّل: ماهيّة مواقع التواصل.

العنصر الثّاني: أهمية مواقع التواصل.

• العنصر الثّالث: أنواع مواقع التّواصل الاجتماعيّة.

·العنصر الرّابع : أغراض استخدام المواقع الإلكترونيّة.

·العنصر الخامس: سلبيّات مواقع التواصل.

·العنصر السّادس: إيجابيّات مواقع التواصل.

• الخاتمة:

العنصر الأوّل: ماهية مواقع التواصل.

عرّف أحد الكتّاب مواقع التّواصل الاجتماعيّ بأنّها :" منظومة من الشّبكات الالكترونيّة التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاصّ به و من ثمّ ربطِه من خلال نظام اجتماعيّ إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم نفسُ الاهتمامات والهوايات أو جمعِه مع أصدقاء الجامعة أو الثانوية ".

• العنصر الثّاني: أهمية مواقع التواصل.

إنّ مواقع الإنترنت للتّواصل الاجتماعيّ قد انتشرت في العالم كلّه بسرعة هائلة هي كالرّيح المرسلة ودفعتْ فئات المجتمعات المختلفة إلى استخدام هذه المواقع واشتُهرت , وروّجتْ في البُلدان المتقدّمة مادّيا فساهمتْ مساهمة بالغة في تواصل الإنسان بالإنسان وسهولة الحصول على كثير من الخدمات في كلّ المجالات التّعليميّة والثقافيّة والصّحيّة والتجاريّة والعسّكريّة وغيرها.

وكسرتْ هذه المواقع الحواجز البحريّة والبرّية والجغرافيّة حتّى أصبح العالم كالقرية الصّغيرة وكالغرفة الواحدة , وكلّفت الإنسان بمتابعة مجريات الحياة وأحداثها في كلّ ساعة بل في كلّ دقيقة وثانية.

· العنصر الثّالث: أنواع مواقع التّواصل الاجتماعيّة.

قد تنوّعتْ هذه الوسائل الاجتماعيّة التّواصليّة بما وضعتْ فمنها: الوسائل الكتابيّة للرّسائل والمراسلات , والوسائل المسموعة , والوسائل المرئية المسموعة , ووسائل صوتيّة للصوت فقط ، ووسائل أخرى للصّوت والصّورة والرسائل جميعا.

ومعظم الوسائل الإعلاميّة الاجتماعية تعمل بالحواسيب والهواتف الذّكية والآلات المتطوّرة مثل: اليوتيوب، والفيس بوك ، وانستغرام ، وتويتر، والاسكايب والواتساب ، ومحرّك البحث جوجل ، وجوجل بلاس(+) وصفحات تصفح المواقع الإلكترنية وغيرها.

وهذه الوسائل المذكورة هي الأكثر استخداما ورواجا بين مستخدمي الانترنت.

فمعظم هذه الفئات هي الّتي تستخدم هذه المواقع الاجتماعية باستمرار هي: فئة الشباب.

استمرت مواقع التواصل الاجتماعي خلال العام المنصرم بتوسيع قاعدة مستخدميها، وحسب إحصاءات الأخيرة التي نشرها موقع "غلوبال ميديا إنسايت" فإن موقع فيسبوك جاء في المقدمة من حيث استخدامه عالميا، حيث تجاوز عدد مستخدميه النشطين بشكل شهري 1.6 مليار مستخدم.

فانظر آخر الإحصائيات من هذه القائمة التي نقلناها من الموقع المذكور:

-يبلغ عدد مستخدمي فيسبوك أكثر من 1.6مليار شخص.

-يبلغ عدد مستخدمي يوتيوب أكثر من مليار شخص.

-يبلغ عدد مستخدمي الوتساب أكثر من 950 مليون شخص.

-يبلغ عدد مستخدمي توتير أكثر من 325 مليون شخص.

العنصر الرّابع : أغراض استخدام المواقع الإلكترونيّة.

أغراض استخدام مواقع التّواصل الاجتماعيّة كثيرةجدّا إذ إنّها تخضع لرغبة الإنسان الّتي لا حدود لها ولكنّ يمكنني أن ألخّصها بما يأتي:

1_ إثْراء التّواصل الاجتماعيّ بين الأصدقاء والأقارب وغيرهم.

2_متابعة الأخبار.

3_أغراض التّعليم والتّعلّم.

4_ البحث وحبّ الاستكشاف ومطالعة الجديد.

5_ التّسلية بمختلف البرامج.

6_ الأغراض الحكوميّة كالعسكريّة وغير ذلك.

العنصر الخامس: أضرار وسلبيّات مواقع التّواصل الاجتماعيّة.

المواقع الاجتماعيّة في الإنترنت ميدان مفتوح لكلّ شخص يستخدمه المفسدون والمخرّبون كما يستخدمه المصلحون المربّون, فهو ميدان رحب وبيئة خصبة للطّرفين , وهو سلاح ذو حدّين , وعملة ذات وجهين, وبناء على هذا فإنّ هذه المواقع يحيط بها الخطر العظيم الذي يُهلك الحرْث والنّسل ويأكل الأخضر واليابس.

وقد نشأ من استخدام مواقع التّواصل الاجتماعيّ أضرار ومشاكل سلبيّة تضرّ بالدّين والقيم الأخلاقيّة الإسلاميةّ كما نشأ منها سلوكيّات شاذّة منحرفة , ومع أنّ الضّرر عامّ لكنّ فئة الشّباب في العالم الإسلاميّ هم المتضرّر الأوّل ؛ لأنّ الشّباب يقبلون على هذه المواقع بحبّ ومغامرة دون تقيّد بالشّرع الحنيف , ودون تقديرٍ للمخاطر الّتي فيه ؛ لذا نلخّص بالعناصر التّالية أهمَّ الأضرار والسّلبيات لهذه المواقع على الأفراد والجماعات وبالله أستعين :

1- كون هذه المواقعِ تعجّ بالغثّ وغيره والضّارّ وغيره والممزوّر وغيره والكذب وغيره ونشرها لكلّ ما هبّ ودبّ من المنشورات والفيديوهات والبرامج ؛لكون هذه المواقع ميدانا مفتوحا لكلّ ناعقٍ وناطقٍ كثير.

2- نقل الإشاعات الفاسدة المغرضة الكاذبة في الأخبار السّياسيّة والاقتصاديّة والتّجاريّة وغير ذلك.

3-نشر الدّعوات الباطلة واصطياد شباب المسلمين وإيقاعهم في أفخاخ الأديان الأخرى كالنصرانية واليهوديّة، والمذاهب الهدّامة كالماسونيّة، والعلمانيّة، واللّيبراليّة، والحداثة وغيرها من المذاهب الهدامة.

4- النّيل من عقائد المسلمين والدين الإسلاميّ السّماويّ ومقدّساته وسبّ مبادئه والاستهزاء به بشكل أو بآخر.

5- نشر الصّور الإباحيّة الّتي تنشر الرّذيلة والفاحشة والشّذوذ الجنسيّ الهاتكة للفطرة الإنسانيّة السّليمة وبذلك ينتهي دور الحياء والحشمة وتنتشر الوقاحة والعُري وسوء الأخلاق.

6- تزويرالأخبار وتغيير الحقائق وتسميتها بغير مسمّياتها وخلْق أحداث غير موجودة.

7_ الإساءة إلى الآخرين بتصويرهم على هيئات مخلّة وبشعة عن طريق الفوتشوب والفبركة الالكترونيّة.

8- بسبب إدمان هذه المواقع الالكترونيّةواستخدامها آناء اللّيل وأطراف النّهار تنشأ عنها أضرار صحية ونفسيّة , بل يكلّفك حياتك، كما وقع لأناس استخدموا هذه المواقع وهم يسوقون السّيارة فاصطدمت بسيارة أخرى أو بشاحنة أو دعسَتْ آخرين فمات بسبب ذلك من مات مشغولين بجهازهم.

9- ضياع الوقت النّفيس أمام هذه الشّاشات والمواقع والانتقال من صفحة إلى صفحة ومن شيء إلى شيء.

10- ضياع الأموال واستهلاكها على غير وجههاكدفع الأموال الباهظة للإنترنت ودفع الرّسومات والاشتراكات الشّهريّة دون فائدة تذكر ودون نفع إن لّم يكن في بحبوحة الشّر والفتنة

11- السّهر وقلّة النّوم نتيجة لطول المدّة التي يكونون في هذه المواقع مدمنين ونتيجة إلى ذلك فقد كثرت الأمراض العضويّة والنّفسيّة تبعًا لهذا.

العنصر السّادس : إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعيّة:

لمواقع التّواصل الاجتماعيّ فوائد لا تخفى على أحد ألخّصها بما يأتي:

1- تواصل الإنسان فيما بينهم في العالم الدّاخلي والخارجي , وتناقل الأخبار النّافعة بينهم ومشاركة البعيدين بالمشاعر والأخبار الاجتماعيّة , وتسهيل الطّلبات ومشكلاتهم اليومية بالتّواصل به إلى العالم الدّاخليّ والخارجي وبلورة الأفكار وثقافات الشعوب.

2-التّواصل به لغرض التّعلّم والتعليم سواء أكان مباشرة أم غير مباشرة وسواء أكان ما يسمّى التّعليم عن بعد أو متابعة المواقع المفيدة الّتي تحتضن مئات بل ألوف الأراشيف في الموادّ المسموعة والمرئيّة والمكتوبة , وكلك متابعة صفحات المشايخ وغيرهم من المواقع الاجتماعيّة كالفيسبوك والتويتر.

3-استخدام هذه المواقع للدّعوة إلى اللّه ،والكشف عن محاسن الإسلام , وتصحيح عقائد وأفكار المدعوّين

4- مساهمة مواقع التّواصل في تقدّم المجتمع ونموّه اقتصاديّا وثقافيّا , وذلك باستحداث برامج ومشاريع تسهم وتفيد المجتمع في هذا المجال.

5- إغاثة المحتاجين والمتضرّرين بنشر أوضاعهم المأساويّة على المتابعين المسلمين ليشاركوا في مساعدتهم وقضاء حوائجهم.

6- متابعة أحوال المسلمين بصفة عامّة ودعمهم بالقول والفعل وإدانة الظالمين، وتسليط الأضواء على قضاياهم الاجتماعيّة وغيرها , والذّبّ عنهم , والبحث لهم عن حقوقهم الغائبة.

الخاتمة:

وخلاصة المقال , ومسك ختامه هو التّقرير بأنّ مواقع التّواصل الاجتماعيّة ميدان رحْب لكل إنسان ومرْتع خصب لكلّ أحد في كلّ مكان وزمان, يضع فيه الإنسان ما يشاء , ويأخذ ما يشاء ويدلي بأفكاره وثقافاته كما يشاء.

وهو ضرورية عصْريّة ؛لذا ينبغي استثمارها في النّافع غير الضّارّ في جميع مرافق الحياة من أمور الدّين والدّنيا, وهو من الفرص الّتي من خلالها تقطع الدّعوة الإسلاميّة مسافات شاسعة وتدخل في كلّ بيت وكُوخ في أصقاع المعمورة , ولذلك من المهمّ وضع البرامج الحديثة المفيدة لاستقطاب فئات الشّباب وغيرهم , ولا تخفى أهميّة مواقع التّواصل الاجتماعيّة للدّعوة إلى اللّه , كما لا يخفى مفعولُها السّاحر في نشر الخير وبثّه ,والتّقليل من الشّرّ واجتثاثه من أصوله.

فالمأمول من رجالات الدّعوة ومن المراكز الدّعويّة استخدامها على نطاقٍ واسعٍ وبتقنيات متطوّرة عالية في مجال الدّعوة والاستعانة بالكوادر التّقنية لتصميم البرامج المفيدة النّافعة.




اترك تعليقا

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip